الأربعاء، 3 أغسطس 2011

بعث


.معبأة بزخم الحياة اليومى, لا تنوى على شئ إلا ان تنال قسطا من الراحة لتستطيع أن تكمل الرحلة.
على كرسى جانبى فى محطة القطار اختبئت عن أعين الفضوليين والفارغين, أخرجت مفكرتها رواحت تدوّن تفاصيل حياتها اللتى انتهت منذ لحظات خلت
الكلام هنا ليس مجازا فبطلة قصتنا ميّتة بالفعل لحظة كتابة هذه الكلمات.
ميتة مؤسفة هى التى حصلت عليها صديقتنا.
تكالب عليها قطّاع الطرق فأوسعوها ضربا رغم أنها لم تكن تملك شيئا سوى روحها وبعض الذكريات المعبأة داخل هاتفها المحمول قد لا تغرى أحد سواها بسرقتها.
مسحت الدم النازف من أنفها وأرادت أن تستشعر طعم الملح فى فمها الا أن عيناها أبتا.
بقسوة لم تعتدها قالت احدى عيناها : ألست الان ميتة!! ماذا يفيدك اغراقنا بالدموع, بينما صمتت الاخرى
تنازلت الفتاة -التى لم تعد كذلك من هول مارأت- عن حقها الشرعى فى طاعة جسدها
أخرجت قطعة الجبن التى كانت تدخرها لرحلتها وألقتها للقطة الضالة القابعة تحت قدميها مخرجة لسانها لحالها قائلة : لا طعام بعد اليوم , لا أحد يموت مرتين
تناولت حقيبتها وعدت فى اتجاه القطار وهى تتسائل فى نفسها عن ألم الجوع فى أحشاءها وطعم المرارة فى حلقها .. أليست ميتة؟؟


هبة
3\8\2011 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق