الجمعة، 28 سبتمبر 2012

أبد

أكره سخريتك, رغم أنى أعشقك, لأنك طفلى الذى يكبرنى فى العمر. سخريتك أصبحت غير مُحتملة , عدم اهتمامك بمشاعرى, كذبك البيّن.. استغل كل هذا كذرائع لأكرهك, لكنها لا تفلح الا ان تزدنى عشقاً. 
العديد من المرات فقدت أعصابى ووبختك, وبختك أمام من تحب ووبختك وحدنا, كنت تغضب وتثور.. تتهمنى بالكثير وكنت أصمت .. أتنازل, فيزيدك ذلك التنازل تجبراً .. أبكى ,, ومن وسط دموعى كنت أصرخ فيك "الا تتقِ الله" .. ثم اتراجع .. انكمش .. وعندما أصير وحدى ابكى من جديد.. أبكى اهانتك لى, ابكى ضعفك أمامى الذى تحاول ان تخفيه بتعليقاتك اللازعة, أبقى اللامنطقية التى تجادلنى بها, ابكى شخصيتى التى تصيبك بالرعدة فيكون رد فعلك هو القسوة.
اليوم قررت ان أصارحك, أنت بالفعل كأبيك الذى تنتقده فى كل تصرفاته, انت كأبيك الذى أذلك فى يوم فرددت الذل فىّ وفى كل من يحبونك, رددته حتى فى البشر الذين شاء حظهم العاثر أن يقعوا فى طريقك. 
صدقنى أردت أن أقول لك هذا الكلام, ان اعتب عليك برقة أو ان أصرخ فى وجهك, أردت أن أضربك حتى تكلّ يداى, بالفعل أردت أن أكرهك. 
الاسبوع الماضى, وبينما نحن بين أصدقاءنا ابتدعت كعادتك مشكلة من لا شئ .. حملتنى ذنب يومك السئ, حملتنى ذنب أخطاؤك فى العمل .. حتى خشيت فى لحظة جموحك أن تحملنى ذنب انقراض الماموث وثقب الاوزون وكنت أجيب بضحك "مالى أنا ومال كوارثك" .. تماديت ... نظرات المواساة من الحاضرين كانت تقتلنى, تطالبنى الاخريات بالتحمل متذرعات بأن (لهذا خُلقنا). 
أترك الجلسة, اغلق هاتفى, أعيد الأقفال على أبواب عالمى والتى كنت قد نزعتها لأجلك. 
أغيب يوماً ... فتصلنى أخبار أنك تلعننى, أغيب أثنين .. فتصلنى أخبار أنك تهددنى إذا لم أعد, أغيب الثالث فتصلنى أخبار أنك عرفت خطأك وندمت, أغيب الرابع .. فتصلنى أخبار انك مشتاق....
اسبوع يمر قبل أن تأتى الى بابى راجياً أن أفتح, أن أعود, وأرجوك من خلف الباب أن تذهب, لا اريد عودة ... ولكن أخير عشقى يتغلب فأفتح لك أبوابى وزراعى فتبكى, ألم أخبرك سلفاً أنك طفلى, تحاول أن تحفظ ماء وجهك أمامى آملا أن تشعرنى بأنك مازلت رجُلى وظهرى وحمايتى مبررا موقفك بمبررات واهية, فأُمثِّل أنى اقتنعت, وأضحك فى داخلى منك.

أعود من جديد نافذتك على العالم والضيف الرفيع الشأن الذى يسكن الجناح الملكى فى قلبك, أعود كاتمة أسرارك ومحللك الرياضى والسياسى والنفسى, حتى تأتى اللحظة التى تسخر فيها منى آراءى ومنى .. فأكره سخريتك رغم عشقى .... 



هبة 
28\9\2012