السبت، 13 أكتوبر 2012

أنا القاهرة

فى ذكر مدينة القاهرة التى كان سبباً فى انشائها وتسميتها غراب, ومن هنا يأتى سوء طالعها, يأتى جبروتها. فقد سُميت القاهرة لا نسبة الى نجم القاهر لكن الى قدرتها على قهر سكانها بكل الطرق والوسائل, بل وسميت القاهرة من عجز سكانها عن مجابهتها, وسميت القاهر لتجبر حكامها على مر العصور. 
تحت مئذنة من مئاذنها الالف جلس الشيخ وبين يديه فتاه الاثير ينصحه "ايمانك ضعيف يابُنىّ, لم تستطع الدفاع عن مقدساتك"
أجاب الفتى " حاولت شيخى ولكنهم عذّبونى" 
-أمنعوك الطعام؟؟ 
-لا
-أكبلوك؟؟ 
-لا
-اذن فماذا فعلوا بك؟؟ 
-منعوا اقامة شعائرى
-هذا لأنك تطلق لحيتك بدلا من أن تطلق عقلق, اولى خطوات التحرر أن يصبح رزقك بيمينك, فتحرر عقلك وتحرر مدينتك. 
- أسافر مولاى, أرض الله واسعة
-لا تترك مدينتك للهمج يعبثون بها
- اوليست كل المدن سواء؟
- المدن كالنساء, هل كل النساء سواء؟؟ هى قَدَرك, ولا هروب...
-اترك مدينتى وأعود اليها فاتح؟ 
-اذن ابقها بقلبك 
-تراوغنى مدينتى سيدى .. مرة اشعر انى بقلبها ومرات اشعر انها لا تريدنى 
-ليس معنى انها لفظتك, انها لا تريدك, المدن تلد أبناءها فتزيدها آلام الخاض عشقاً, مدينتك تعشقك كأم فكن لها ابناً بار, قم توضأ وصل لها. 
-أتشفعلى مولاي عند ربى؟؟ 
-هى مولاتك لا أنا فاطلب منها الصفح
- أأكون اذن من ساكنى الجنة اذا حاربت لأجلها؟
-لهذا مرتبة الجهاد هى الاعلى
-أموت سيدى!!
-شهيدا فى سبيل العشق
ثم اعتدل الشيخ من متكئه ووضع يده على رأس الفتى راقيا اياه " باسمك الجبّار, ولا يجبر القلب سواك, الواحد لا أحد الاك, خالق الأكوان وفالق الحب والنوى, يامن تعلو ولا يعلى عليك, ياالله, لقد ابتليته بالعشق, لا راد لقضائك, ولا شفاء الا من عندك, هوّن عليه بلواه, وارزقه الصبر والسلوان, اللهم ارزقه الثبات يا أرحم الراحمين, وصل اللهم وسلم وبارك على خير الخلق نبيك محمد وآله وصحبه أجمعين, اللهم لك الحمد حتى ترض" 




هبة 
13\10\2012

الاثنين، 1 أكتوبر 2012

كيدهن

"إحكِ عن قُبلة, اطلق لخيالك العنان" 
أردد فى ذهنى "قُبلة"
أتلفت ناظرة للجالسين حولى فى قاعة الدرس اراقب ردة أفعالهم على الطلب الغريب الذى طلبه المُحاضر وأحاول أن أتخيل عن أى القبلات سيحكون.

الفتاة السوداء الشعر ايقونة اغراء , لكن تعوزها الثقة بالنفس سوف تحكى عن قبلتها مع اكثر الرجال وسامة وجاذبية .. وسوف يأتى اسلوبها ركيكا مما يدل على نقص لتجربة وستكون حكايتها مجرد خيالات مراهقة.
التى تجلس بجانبها, تلك المحجبة سوف تحكى عن قبلة والدها الاخيرة قبل وفاته وكيف انها لاتصدق حتى الآن أنها كانت الاخيرة وانه بالفعل رحل .. الكثير من البكاء واللوعة,, محض هراء, فالفتيات ممثيلاتها سهل ان ينسقن وراء وهم الحب ويقعن فى المحظور مرة واثنين وثلاث لذلك أعتقد أنه من الصعب ان تحصى عدد القبلات التى حصلت عليها.
الفتى الوسيم فى آخر الصف -من وجهة نظرى اراه مخنث- النموزج الذى يغوى الفتيات الساذجات لكنى لا أعتقد أن لديه قبلة تستحق الحكى
الرجل الكبير ذو الشارب على اليمين ....
"هند لماذا لاتكتبين ماطلبت"
يقاطعنى صوت المُحاضر فأجيب " اننى أفكر, استدعى خيالاتى كما طلبت ,أستاذ"
أفكر قليلا ثم أكتب
  

(قُبلة) قصة قصيرة 

تماست شفتانا برقة لا تتجاوز الثوان, ولم أتحمل وقع المفاجأة....
كالعادة يجلس أربعتنا فى إحدى مقاه وسط البلد بعد إجراء قرعة,  لكل منا مقهاه المفضل ولكن ما ان يجتمع أربعتنا حتى تظهر المعضلة, كل منا يفضل الجلوس فى مقهاه المفضل ونتفق بعد قرعة فى أى مكان نجلس. 
نجلس بترتيب مختلف على غير العادة .. شاب, فتاة, شاب, فتاة نتبادل الحوار السياسى والاجتماعى والثقافى, نتبادل النكات والبذاءات, أشعر بأعراض اكتئاب تداهمنى وأتحمل, أكتفى فقط بالاستماع راجية ان يذهب عنى أو أتأقلم. يقوم أحد الشابين ليحضر سجائر وتذهب صديقتى معه لأظل انا مع الاخر.
صامتة أنا, يحادثنى فأبادله بضع كلمات حتى يعود صديقانا, تقف صديقتى من خلفى وتسألنى "مالِك؟" فأقلب رأسى اليها وأنظر الى عينيها مباشرة. تنحنى فتمس شفتاى بشفتيها, شفتاها متعرجة وشفتاى ملساء, أشعر بالتعرجات وهى تتحرك حركة دقيقة وتنبض, حركتها لاتقاس ولكنها تجعل جلدى يقشعر وبدنى يرتجف, تسحب شفتاها ومعها تنسحب البرودة الى أسفل ظهرى, أعدل من وضع رأسى لأواجهها ويعلق أحد الشابين "أرأيت القبلة!!"
ارتبك وأتحجج بتأخير الوقت طالبة الرحيل, استكمل صمتى فى الطريق وأفكر "هل حدث ماحدث حقاً! هل قبلتنى أما الناس هكذا! لطالما جذبتنى شفتاها فقط لأمتلك مثلهما, لكنى لم أشعر أنهما بكل هذا الاغراء الا بعد الملامسة"
أضبط نفسى متلبسة باستعادة طعم القبلة والشعريرة التى صاحبتها, انا بالفعل مستمتعة واسأل نفسى "من أين يبدأ الشذوذ؟" 
كعادتنا عندما نفترق كل منّا متجهة الى منزلها تعانقنا, هذة المرة كان عناقنا لم يبد كسوابقه, أطلنا العناق حتى شعرت بضربات قلبها تنسجم مع ضربات قلبى الذى يهتز بعنف براكين العالم مجتمعة, نظرت لى نظرة ذات معنى وأفترقنا على لقاء. 
تمت

انتهيت من سرد قصتى أمام الجميع وأنا أراقب وجوههم لأرى وقع كلماتى عليهم, طفت بالوجوه حتى توقفت عند وجه المُحاضر الذى اتقع بصورة عجيبة, ببراءة سألته "ماتقييمك" 
أجاب "هند, هل أنت مثلية؟" 
امتنع عن الاجابة وأنظر له نفس النظرة البريئة, اشعر بالشفقة عليه وعشقه الذى تهاوى تحت قدميه فلا أملك الا ان اضحك فى داخلى, هو اراد أن نطلق العنان لخيالنا وفعلت... فليس سهلا أن ترفض عشقا بلا مقابل بصورة مباشرة. 



هبة 
1\10\2012