الخميس، 4 أغسطس 2011

فتاة القطار


"ممكن أقعد جنب الشباك؟؟" صوت أنثوى صادر عن فتاة لم تتجاوز العشرين أو هكذا يوحى شكلها . ألقى عليها نظرة اشمئزاز وتحرك من مكانه بجانب نافذة القطار ليفسح لها مكانا
 شعوره بالنفور والتجاذب فى نفس اللحظة تجاه الفتاة الجلسة بجواره أربكه وأحرجه.
ينظر اليها من آن لآخر متأملا هيئتها .. بنطال من الجينز .. قميص كاروهات .. حذاء رياضى .. وشعر معكوص من الخلف على هيئة ذيل حصان.
ملامح غير جذابة .. عادية الى أقصى حد.
لمحته أكثر من مرة وهو يختلس النظر اليها ولكنها تجاهلت ذلك تماما
من حقيبة الظهر التى وضعتها بين قدميها أخرجت لوح من الشيكولاتة وراحت تأكله بتلذذ وتلعق أصابعها بعد كل قطعة.
من وجهة نظره كانت صورة للفتاة الغجرية التى تفعل كل مايحلو لها وقتما تريد.
أخرج قلمه الرصاص وكراسة الرسم الخاصة به وأخذ يرسمها فى ثوب مختلف.
بعد انتهاء الرسمة اندهش جدا للشكل الذى خرجت عليه الفتاة على يده, وعندما هم باغلاق كراسة رسمه اختطفتها منه قائلة " مش دى أنا .. عايزة أشوفها" أكتشف وقتها أن لها ابتسامة رائعة وأمتلكت هى عيونه التى رأها بها.
بدأت تحكى .... وبدأ يحكى حتى قفزت فجأة وخطفت حقيبتها قائلة "شكرا على الشباك وعلى الحكايا .. حقا استمتعت" ومنحته ابتسامة أخرى خلدها فى لوحته ببعض التعديلات البسيطة.
تراصت أمامه الجوائز التى حصل عليها بالضبط تحت لوحة فتاة القطار لتذكره بماضى بعيد



هبة 
4\8\2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق