الخميس، 1 سبتمبر 2011

مشاجرة

لم يفارقه الاحباط وهو فى طريقه الى منزله حتى مع انهاء فترة غربته الاختيارية. دخل منزله فهالته الفوضى اللامحدودة من أثاث مقلوب ولعب أطفال ملقاة على الارض أو بمعنى أصح سابحة فى بركة المياه التى تغرق الشقة والبلدة كلها. استنتج أن زوجته ظلت فترة بعدما هجرها فى هذه الشقة تربى ابنهما الوحيد وتتقوت بذكرياتهما فى انتظار عودته.
حال البلد يرثى له فالطاقة غائبة عن معظم بيوت البلدة والمياه تغرق الشوارع, حتى نفوس الناس بدت خاملة.
ارهاق السفر جعله يرغب فى النوم بأى طريقة, أخرج من حقائبه حشية بحر مضغوطة ونفخها ثم ألقى بها على الارض وأستلقى عليها. هو يعرف أن النهار لم يعد يمر من هذه البلدة لذلك نام طويلا.
استيقظ من النوم على صوت أم كلثوم لكن هذا لم يكن المؤثر الاقوى فى استيقاظه, فحاسة الخطر لفتت انتباهه الى ان الدولاب الزجاجى الموجود -أو الذى كان- فى الصالة يكاد يقع عليه.

أدرك أن استيقاظه فى هذا الوقت أنقذ حياته, لكن وجود الدولاب ذكره بليلة خروجه من هذا المنزل بعد مشاجرته مع زوجته, يومها أعماه الغضب فسحب حاجاياته ورحل, كان من بينها ميدالية ذهبية أهداها الحاكم له عندما كان صغيرا, هذه الميدالية توضع فى شق فى الجدار فتضئ البلدة بأكملها, لم يطاوعه قلبه على الذهاب بدونها رغم أنه لم يعد يذكر سبب مشاجرته مع زوجته.
وضع الميدالية فى شق الجدار فعادت الطاقة تمرح فى أرجاء البلدة وانسحبت المياه تاركة نفوس الناس معبأة منه.
فيما عد عاد معظم الناس الى دورهم وعادت الحياة الى طبيعتها الا بالنسبة لشخص واحد, فزوجة هذا الشخص لم تعد أبدا ولم يعد يعرف الى أى مدى كبر طفله, لكنه كان يكتفى بالجلوس كل يوم أمام الدولاب الزجاجى ليحاول تذكر سبب المشاجرة التى وقعت فى نفس المكان بالضبط






هبة 
يوم العيد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق