الثلاثاء، 13 ديسمبر 2011

لعبة بازل رباعية الأبعاد

جلست البنت -التى سبق ان حكى عنها كثيرا رفاقها الذين لا عدد لهم- تتأمل موقفها من ذواتها الكثر وموقفها من مواقف الزمان معهم ومعها.
وضعت امامها لوحة لعبة البازل التى تعودت أن تتقوّت بها فى أوقات فراغها مابين انقطاع وانقطاع واخذت تتأملها.
كان قد أُضيف الى اطيافها التسعة طيف عاشر هو النقيض منها لكنها تحمّلته لانه جزء منها شاءت ام ابت.
وجدت البنت خلال بحثها معهم قطعة رباعية الابعاد تشبه الى حد كبير الفراغ الناقص فى لعبتها.
شغّلت موسيقى السعادة ايذانا ببدأ اكتمال الصورة.
فى طقس مهيب لم يسبق لها أن مرت به أحضرت القطعة وأضاءت شمعتين وتأهبت لوضع القطعة فى موضعها من اللوحة.
سوء حظها أو استعجالها جعلها تضع القطعة قبل تمام التاكيد, فوجدت انها لا تناسب الفراغ تماما.
بيد ان الكثير ينقص القطعة حتى تلائم الفراغ الناقص فى اللعبة.
تصارعت جملة فتاها مع تسرّعها هذه المرة عندما قال لها "إنتظرى منى المزيد"
علمها بان القطعة رباعية الابعاد أعطاها بعضا من الامل أن القطعة يمكن ان تتمد بفعل بُعدها الرابع لتملأ الفراغ مع بعض التهيئة من جانبها.

البنت -التى تجاوز عمرها الستين بعد ذلك- مازالت تضع القطعة فى مكانها من اللعبة حتى بعد مرور كل هذى السنين, دون ان تلائمها.
بعد ان صعدت روحها الى مكان أعلى اصبحت تملك رؤية رأسية أوسع على مساحة أفقية كبيرة, فهالها أن ترى حجم الفراغ الذى أفردته للقطعة الناقصة والذى يستحيل ان توجد قطعة تناسبه.....
وقتها أدركت ان حلمها هو من اخطا.



هبة
13\12\2011

الأحد، 4 ديسمبر 2011

توائمى

إمعاناً فى إذلاله تركته يقترب بعد أن رأيته فى مرآتى وأنا أمشط شعرى دون حتى أن ألتفت لأواجهه
جزء منى رفض الفكرة فهو كان يحتل مكاناً فى قلبى وبعض من أيام التقويم المتساقطة, رغم انحساره, والجزء الآخر الشرير تمسّك بحقه فى أن يؤلمه.
قالت نفسى بخبث: نحن نحتاج الى أن نؤلم البعض كما يؤلمنا البعض حتى نتخفف من حِمل المشاعر المتراكم لنستطيع أن نكمل الطريق.
منذ بضع ثوان قبل أن أشرع فى تمشيط شعرى الذى وصل الى حد من الطول يغرى بقصه كان يقف حولى توائمى الثمانية فى مكان آخر من ذكرياتى وحياتى المقبلة الى بضعة أعوام, أتى صديقه وأخبرنى أن هو يريدنى -نسيت أن أخبركم أن صديقه اصبح وسيم بتلك اللحية الخفيفة- إلا أن كرامتى أبت أن اذهب اليه أو حتى نتقابل فى أرض محايدة كما الحروب.
الحب كالحرب كلاهما يحتاج أن نقاتل لنحصل على قطعة أرض أو قطعة قلب, إلا أننى بعد أن تنازلت عن حلم أن امتلك قطعة من قلبه فلن أتقيد بمعاهدة السلام البائدة بيننا.
أخبرت صديقه أن يخبره أننى لن أساوم إذا ارادنى هو فليأت.
توءمتى الخامسة صرخت "لقد أتى" 
أعرف أنها لا تحبه ولم ولن تحبه.
تؤءمى السابع الذى صار الثالث -ذَكَر هو- أصابه الذهول ووبخنى قائلا "إذن فمن هو الذى يزورك فى أحلامك؟؟"
انفصلت عنهم وعدت لمرآتى أمشط شعرى وقد تنازلت عن رغبة قصه بعد أن رأيت لمعة عينيه.
مازلت أنظر اليه من خلال المرآة وينظر لى ثم نطق "ثم ماذا؟؟" 
-فقط أردت أن أؤلمك ليصبح الألم هو الشئ الأكيد الذى يذكرك بى 
-أنتى لم تفعلى شئ من البدء سوى ايلامى 
-تكبرك منع نظرة الألم أن تطفو على سطح عينيك لأتأكد
-ان يجب ان توجهى دفة احساسك شطرى لتشعرى
-لم تضع قدمى على أرض لأنطلق منها
وعاد توائمى الثمانية الذين أصبحوا تسعة يلتفون حولى من جديد ويُبعدون صورته من المرآة.
تؤمتى الثانية هتفت "لاتكونى غبية وتقصى شعرك" 
أخبرتها بأنى لن أقصه ولكن لم أخبرها بأنه يحبه طويل ...






تمت 


هبة 
4\11\2011 

الأربعاء، 9 نوفمبر 2011

كائن يأكل النستون

احتوت قلبها المرتعش من البرد ككتكوت صغير لتوه فقد دفء البيضة. لم تكن حزينة بقدر تقبلها لفكرة الحزن ذاتها, وبينما هى على حالها إذ خرج من داخلها كائن صغير بحجم زراعها اليسرى التى تستخدمها فى الكتابة.
الكائن الصغير الذى يشبه شخصيات الكارتون بعينيه الكبيرتين الموحيتين بالبراءة كان يبدو عليه الدهشة والفزع كلاهما, حاولت أن تخفف عنه بأن تربت على كتفه إلا أن هذا زاده فزعاً.
خطرت ببالها فكرة أن تطعمه علّه يطمئن, فتركته فوق سريرها وهرعت الى المطبخ تبحث عن شئ يناسبه فلم تجد إلا علب الجبن النستون المتراصة فوق الثلاجة والتى أحضرها أبوها بكميات كبيرة توحى بأنه تعاقد مع المورد رأساً.
وجدت كائنها الصغير يتجول بين كتبها المتناثرة فوق السرير الواسع فقربت يدها بقطعة جبن بعد أن نزعت غلافها فأخذها بيديه الصغيرتين رباعيتا الأصابع وتشممها ثم ببطء بدأ يتذوقها.
تلطخ وجهه بالجبن بعد أن أكل أربع علب كاملة وهو يصدر أصوات زقزقة فى الغالب هى ضحك.
هنا أنس بها الكائن الصغير واسمتع الى أصوات حزنها المختزنة داخل صدفة روحها, استمع الى أمانيها وحلمها وأيضا شكواها.
جلس يستمع بين يديها الى أن نام منها فوسدته زراعها. تحسست جسمه الصغير ورأسه الناعم ثم نامت بجواره.
حلمت أنه يعود الى داخلها ويلتحم بها من جديد.
فى الصباح لم تجده ووجدت بدلا منه أمها توبخها على أغلفة قطع النستون التى تغطى فراشها.




تمت 




هبة 
9\11\2011

الخميس، 29 سبتمبر 2011

فراشات مضيئة

تتأمل الفراشات داخل العلبة الزجاجية وهى تتوهج فى الظلام بلون فسفورى رائع ويدها على زر الكهرباء , تضغط فيختفى نور الفراشات وتظهر ألوانها الجذابة, تضغط مرة أخرى فتضئ الفراشات, أعجبتها اللعبة وظلت تجربها طوال الليل.
"عايزة أشوف فراشات بتنور فى الضلمة" كانت هذه الحالة التى كتبتها على صفحتها الشخصية على الفيس بوك منذ ثلاثة أيام, ومع أنها لم تتوقع أن تحصل على الفراشات كما تمنت إلا أنه حدث.
كان يعشق السير فى الظلام كما عشق وحدته.
خرج من البيت الكائن ببلدته الريفية القريبة من العاصمة يحمل كوب زجاجى نصف شفاف ملئ بالنسكافيه.

الهواء البارد المنعش فى بدايات الشتاء يلفح وجهه فيعطيه شعور بالسعادة.
تجمعت لديه مقومات الاكتفاء أهلته للأستغناء عن العالم الخارجى ولو للحظات يستمتع فيها بالانفراد بذاته بعيداً عن الأعين وبعيداً عن المنغصات.
من بعيد لمح حشرة مضيئة -وزاد من توهجها غياب القمر فى أواخر الشهر الهجرى- ذكرته بحالة كانت صديقة له على موقع التواصل الاجتماعى (الفيس بوك) كتبتها فى هذا اليوم بالذات.
أخذ يراقب الحشرة الطائرة متسائلاً فى نفسه لماذا تريد أن تراها, هى جميلة ولكنها ليست الأروع.
مد يده بالكوب الفارغ ليحبس الحشرة بداخله لكنه تراجع عن هذا الهراء.
هو لم يخبرها أنه سوف يأتيها بما تريد ولا حتى أعجبته الحالة الطفولية الخاصة بها, ثم أن هناك من وعدها بأن يحضر لها الفراشات التى تريد.
قادته قدماه فى اليوم التالى لا أراديا الى نفس المكان الذى رأى فيه الفراشة المضيئة محاورا نفسه رافضاً رغبته فى أن يمسك بها
-ماذنبها الفرشة المسكينة لتلهو بها فتاة خرقاء؟؟

-هى لم تطلب منى شيئاً لذلك لن آتيها بها...
-سأمسكها ولكن سأحتفظ بها لنفسى..
-لا لن أمسكها
وبعد أن أمسك الفراشة المضيئة أفلت يده ليدعها تطير صارخاً فى نفسه .... لا.
فى الليلة الثالثة خرج من منزله عاقداً العزم على الامساك بالفراشة ليهديها لها فى الصباح كنوع من رد الجميل لأنها من لفتت نظره -بطريقة غير مقصودة- الى بهجة مراقبة الفراشات.
داخل القطار المتجه للعاصمة كان يجلس وبين يديه علبة زجاجية محكمة الغلق تحتوى ثلاثة فراشات ذات ألوان خضراء فسفورية مع بعض الخطوط السوداء فى أجنحتها.
عندما أهداها العلبة الزجاجية لم يتوقع كل تلك البهجة الذهبية فى عينيها وهى تهتف "بتنوَّر؟؟" 
اليوم التالى أتت تحمل العلبة التى تحتوى الفراشات وأتجهت اليه مباشرةً 
"شفتها .... كانت بتنوَّر فى الضلمة" ثم فتحت العلبة للفراشات فطارت 
"أنا بس كنت عايزة أشوفهم ومش هستفيد حاجة لما أحبسهم ويموتوا" كان هذا ردا على نظرة الاستغراب فى عينيه.
بابتسامة رد
"عايزة تشوفى ايه تانى؟؟"
""عايزة أشوف الزرافة .. "

وكان هذا إيذاناً ببدأ  فصل جديد من علاقتهم بعد أن علمته كيف يتذوق الأشياء 




هبة 
29\9\2011

الثلاثاء، 27 سبتمبر 2011

على هامش الحياة....



أخطو على خريف
على اصادف روح تائهة
مثلى 
تبحث عن منفى فى عيناك
او عن عقاب
لذنب لم تقترفه
فقط ان تبقى بجوارك
ذنبها الاكبر
وعمرها الكائن
بين الطيات
تختلف باختلاف اللحظات
والازمنة
تمنح جائزة
زهرة
من أجل الحب
الصدق
الحق
كل المعانى التى علمتك اياها
والتى احببتها منك
والتى ..
تنسينى الماضى
وتتنسينى الحنين
وتتهاوى قيم
بعدد الخطوات
على هامش الحياة ...
التى منحتك اياها 

الأحد، 18 سبتمبر 2011

لا جديد

لا جديد ....
فقط حزن مغلف بالسكر الابيض
فقط بعض الافكار المتناثرة
فقط حلم عصى
... لا جديد
لا فكاهات تمضى بنا نحو المستقبل
ولا نحو الابتسامة وحدها
لا كلمات تختبئ تحت اللسان
تتحين الفرصة لترقى بنفسها الى بحر الهواء
لا تراجع

ولا تقدم 
ولا انفصال
ولا اكتمال 
ولا شئ ..
لاشئ إلآى
...
اعرفنى منذ مولدى
واعرف انى اجهلنى
واعرف انى اخشانى
واعرف انى ازهدنى
واعرف انى ابغانى
واعرف انى غايتى
واعرف انى عمرى
واعرف انى قدرى
واعرف انى بسمتى وشقائى
وأعرف جنونى
...
لا جديد

هبة
18\9\2011

السبت، 10 سبتمبر 2011

شطرنج

وضعت قطع الشطرنج على الرقعة وأخذت أتأملهم, بما أنى لا أهوى الحيوات التقليدية فقدا أعدت ترتيبهم على هواى لا على حسب ترتيب اللعبه. أختلط الابيض بالأسود حتى ظهر اللون الرمادى فى بعض القطع.
قليل من القطع التى أحتفظت بأبيضها العاجى النقى وكثير من القطع زاد سوادها عن السواد المعتاد.
لم يكن بامكانى تحريك أيا منهم الا بخطوات محددة مسبقا.
منهم من أردت اخراجه خارج اللعبة نهائيا وحتى خارج الحياة بالكامل الا ان قوانين اللعبة لم تسمح الا فى الوقت المحدد.
منهم أيضا الفارس الذى طالما حلمت به وبحصانه وقفزاته الطويلة, لكن كل قفزة كانت تبعده عنى مسافات.
أما الوزير ذلك الشخص اللزج الذى يتحرك بحرية كأنه يقتنص جزء من حريتى.
لم أرد ان اتعامل مع الملكة حتى لا ينفطر قلبى على ملكها الزائل عاجلا ام اجلا.
جدير بالذكر اننى لم أكن اجيد اللعبة وفى كل مرة أبدأ برص القطع آخذ عهد على نفسى أنى سأكون بالدهاء المطلوب الا اننى افاجأ بسذاجتى 




هبة 
9\8\2011

الأربعاء، 7 سبتمبر 2011

عن طريق الخطأ

مع كل انقلابة ورقة تستبعد شخص آخر من دائرة ذاكراتها, رغم ذكرياتهما المشتركة, ومع كل انفراجة نور يزداد ايمانها بان الأمل قادم لامحالة.
عندما امتلكت ممحاة الزمن لم تعرف كيف تستخدمها لتمحو ذكرياتها السيئة ولجهلها بلغة الاعمار لم تفهم الدليل, خطأ منها جعلها تمحو معظم ذكرياتها الحلوة.
أصبح تداعى النهايات يؤلم نهايات أعصابها فتنتابها الرعشة ويستشرى واصلاً الى مخها.. هل جرب أحدكم رعشة المخ؟؟!




هبة
17\7\2011

الثلاثاء، 6 سبتمبر 2011

عندما كنت فأراً

اجلس تحت الاأقدام منعما بالدفء قرب المدفأة وأتابع مع العائلة ذلك الفيلم الرهيب عن الكائنات الصغيرة الضعيفة التى هى الفئران, تتابع المشاهد واقاوم النوم بأعجوبة حتى أنى اثناء لحظات مقاومتى أدركت أن ذلك القط الابيض يهز شاربه ويقترب منى بتخابث, الشر ينتفض من عينيه الخضراوين ولم ألبث أن انطلقت أجرى باقصى سرعتى وهو يلاحقنى يريد النيل منى.
أختبئ فى المطبخ خلف قطعة أثاث غير آمن فى مكانى لأنى أعرف أنه سوف يشم رائحتى ويصل الى مكانى, يمد يده ذات الأطراف السوداء والمخالب الحادة الى مكمنى فأهرع خروجا من الجهة الاخرى لأنجو بحياتى.
لا مهرب منه الا فى مكان لايستطيع الوصول اليه وحاليا لايستطيع عقلى المكدود ذو الرغبة فى النوم التفكير السليم.
أخرج من حجرة أدخل الى أخرى وهو يطاردنى الى أن استقريت داخل قطعة ملابس معلقة على المشجب.
ارهاق الجرى جعلنى أفقد توازنى للحظة كانت هى القاضية عندما وقعت بين براثنه.
يقترب منى أكثر وشاربه الطويل يهتز أمام عينى, أشعر نه ينيمنى مغناطيسيا وعاجلاً أم أجلاً سيفترسنى.
يرفع يده ذات المخالب الحادة ليهوى بها على عنقى فأغمض عينى وأنتظر الألم.
الغريب أن الضربة نزلت برفق شديد فأفتح عينى لأرى سيدة المنزل تربت على رقبتى وتعطينى كرة الصوف لألهو بها.
لحظات نسيت فيها أنى قط وأننى أنا من يقتنص الفئران.
ألمحه من بعيد يغالب نومه فأطارده فى الشقة كلها من المطبخ الى الحجرات حتى يتسلق المشجب فأجلس فى انتظاره اداعب كرتى, أعرف أنه سيسقط فى وقت ما...








هبة طلعت
4\9\2011

الخميس، 1 سبتمبر 2011

مشاجرة

لم يفارقه الاحباط وهو فى طريقه الى منزله حتى مع انهاء فترة غربته الاختيارية. دخل منزله فهالته الفوضى اللامحدودة من أثاث مقلوب ولعب أطفال ملقاة على الارض أو بمعنى أصح سابحة فى بركة المياه التى تغرق الشقة والبلدة كلها. استنتج أن زوجته ظلت فترة بعدما هجرها فى هذه الشقة تربى ابنهما الوحيد وتتقوت بذكرياتهما فى انتظار عودته.
حال البلد يرثى له فالطاقة غائبة عن معظم بيوت البلدة والمياه تغرق الشوارع, حتى نفوس الناس بدت خاملة.
ارهاق السفر جعله يرغب فى النوم بأى طريقة, أخرج من حقائبه حشية بحر مضغوطة ونفخها ثم ألقى بها على الارض وأستلقى عليها. هو يعرف أن النهار لم يعد يمر من هذه البلدة لذلك نام طويلا.
استيقظ من النوم على صوت أم كلثوم لكن هذا لم يكن المؤثر الاقوى فى استيقاظه, فحاسة الخطر لفتت انتباهه الى ان الدولاب الزجاجى الموجود -أو الذى كان- فى الصالة يكاد يقع عليه.

أدرك أن استيقاظه فى هذا الوقت أنقذ حياته, لكن وجود الدولاب ذكره بليلة خروجه من هذا المنزل بعد مشاجرته مع زوجته, يومها أعماه الغضب فسحب حاجاياته ورحل, كان من بينها ميدالية ذهبية أهداها الحاكم له عندما كان صغيرا, هذه الميدالية توضع فى شق فى الجدار فتضئ البلدة بأكملها, لم يطاوعه قلبه على الذهاب بدونها رغم أنه لم يعد يذكر سبب مشاجرته مع زوجته.
وضع الميدالية فى شق الجدار فعادت الطاقة تمرح فى أرجاء البلدة وانسحبت المياه تاركة نفوس الناس معبأة منه.
فيما عد عاد معظم الناس الى دورهم وعادت الحياة الى طبيعتها الا بالنسبة لشخص واحد, فزوجة هذا الشخص لم تعد أبدا ولم يعد يعرف الى أى مدى كبر طفله, لكنه كان يكتفى بالجلوس كل يوم أمام الدولاب الزجاجى ليحاول تذكر سبب المشاجرة التى وقعت فى نفس المكان بالضبط






هبة 
يوم العيد

الخميس، 25 أغسطس 2011

ألم لمرة واحدة

تعرف أيمن على الفراشة الرقيقة مها عن طريق صديقتها , وكانت الصديقة هى الرابط الوحيد المشترك بينهما, فلاهم متشابهين فى الافكار ولا الهوايات ولا الميول, لذلك لم يصدق فعلا أنه يمكن أن ينجذب لهذه الفتاة المتناقضة فى رقتها وقوتها وجنونها المطبق.
إنجذابه لها لم يكن انجذاب وقتى فهو يعرف الحب متى صادفه من واقع خبراته فى الحياة.
وقت ايقانه بأنه فعلا أحبها أسقط فى يده ولم يدرى مالذى عليه فعله, ولأنه عرف فى فتاته الكبر والحب المطلق كلاهما معا أتخذ قراره بمفاتحتها فى موضوع الارتباط, وسريعا تمت الترتيبات لزفاف العروسين.
الى هنا لم تكن مشاكلهما قد بدأت فعليا, فبداية مشاكلهما عندما طلبت منه العروس مها ن يخبر صديقتها التى هى فى نفس الوقت زوجته بأمر زواجهما قبل الزواج.
هو لشدة ثقته من حب زوجته لم يتوان عن اخبارها بأمر مشاعره تجاه صديقتها ومشروع الزواج الوشيك ... ففوجئ بها تبكى.
معرفته أنها تتمنى له السعادة أينا كانت صورت له بكاءها من الفرح.
لا يمكن أن نلومه كليا على اعتقاده الخاطئ لأنها هى من عودته من البداية على العطاء بدون انتظار للمقابل.

تحركت من مكانها وأخذت علبة سجائره, أشعلت واحدة وهى التى لم تقربها قط.
بعد النفس الثالث قالت بكل براءة مبرووووك ممطوطة طويلة.
يوم الزفاف استعدت وذهبت بكل رقى لتبارك لزجها وصديقتها, وعند عودتها لم تعد الى المنزل مباشرة ولا الى أى مكان بحث فيها زوجها بعد ذلك.
اختفاؤها من حياته جعله يدرك كم أحبها والى أى مدى لايمكنه الحياة بدونها.
كما قلنا سابقا الخطأ كان خطؤها من البداية لأنها لم تجرب مرة واحدة طيلة فترة زوجهما أن تؤلمه.






هبة 
15\8\2011

الجمعة، 19 أغسطس 2011

قصة السواد الاول

يحكى أنه فى قديم الزمان أول بدأ الخلق أن الانسان كان شفافا نقيا كماء نهر جار. كان الذى يعكره فقط هو أن يتعامل معه غيره بغلظة أو أن يسطو أحدهم على ما له من حيوانات أو زروع لكن فى هذا الزمن الرائع كانت العكرة تذهب سريعا وتصفى النفوس.
وقتها اشتغل آدام الثانى أو الثالث (لا نعرف بالتحديد) بالرعى, وكانت علاقته بالحيوانات على خير ما يرام يطعمها ويسقيها وهى تستكين اليه ثم يغدر بها فى نهاية المطاف ليستطيب لحمها وأصوافها وجلودها لنفسه, لكن هذه سنة الحياة.
ومع كل هذا لم تكتسب طبيعته هذا الغدر كصفة أساسية الى أن رأها.
حواء الثانية أو الثالثة تتهادى فى سيرها تجاه النهر.

لم يعرف ماالذى جذبه فيها بالضبط لكنه أهمل غنماته وانطلق وراءها.
لم تلحظه فى أول الامر وفى المرة الثانية ربما, فيما بعد كانت تلمح خياله على الارض اذا سار وراءها.
حواء كانت طفلة لاتعرف هذا الكائن الغريب الذى كان يلاحقها ولا ماذا يريد منها, اما حواء المواهقة فاستعذبت كتلة العضلات التى تتبعها فى كل مكان.
كانت تكثر من ذهابها للنهر لأى سبب حتى ترى آدام الفتى.
لو كانت حواء الاولى علمت بما يحدث لما تركتها تخرج بمفردها بعد ذلك.

لم يتوقف الامر عند هذا الحد فآدام لم يكتفى بتلك النظرة التى تلقيها له فى طريق ذهابها وعودتها كل يوم.
أخذ قراره باعتراض طريقها دون أن يفكر فى غضبة أبوها آدام الاول.
وقتها فقط أكتشف ان له صوت عذب يختلف عن صوته الاجش الذى يحادث به الحيوانات, وأكتشف أيضا أن لها صوت أعذب من تغريد الطيور فى صباح ربيعى.
تحادثا كثيرا وضحكا كثيرا وسعد لأنه أضحكها.
نام ليلته يحلم بضحكتها ونامت ليلتها تحلم بصوته الرجولى.
بكر فى الصباح فى الذهاب الى مرعا وبكرت فى الصباح لتذهب الى النهر لتراه هى الاخرى.
فى هذه المرة لم يكتف بأن يقف يتبادل معها كلمتين, أخذها من يدها وأجلسها بعيدا تحت شجرة وارفة وأتى لها بثمرة تشبه ثمرة الشجرة المحرمة التى أكلها أبوها آدام.
أكلت وشبعت فأراح رأسها على كتفه وشعر بحرارة جديدة تدفئه فى ليالى الشتاء العاصفة.
فى كل مرة كانا يتقابلان فيها كان يأخذها الى مكان جديد, يبهرها بفاكهة جديدة, وهى لشدة سذاجتها لم تعرف ولم ترد أن تعرف ماذا بعد ذلك.
ذهلت حواء الصغيرة عندما ذهبت الى النهر لتستعجل أختها قبل حلول الليل فوجدتها بين زراعى فتاها.
لم تعرف وقتها ماالذى عليها فعله, فجرت على أمها حواء وبكت كثيرا فى حضنها, وحكت لها كل ماحدث.
سمع الحوار آدام الاخر الذى هو ليس أبوها وليس حبيبها وأيضا كان يريدها لنفسه.
أخذ فأسه وذهب الى حيث فتاها.
جرت حواء الصغرى لتمنع ماقد يحدث بين الاخوين بسببها.
وصلت الى موقعهما والعراك على أشده, الى أن قتل حبيبها آدام الاخر.
ذهب اليها منتشيا وقال لها ألم أقل لكِ بأنى لن آذيكى.
لم يعرف أنه آذاها بالفعل عندما رأته بين أحضان الاخرى, لم يعرف أنه آذاها بالفعل عندما رأته يقتل, لم يعرف أنه آذاها بالفعل عندما جعلها ترى الجثة المضرجة بالدماء, ولم يعرف أنه آذاها بالفعل عندم سكب على نفسها الشفافة أول نقطة سواد لتمثل نواة تتجمع حولها الشوائب وجعل البشرية تتوارثها فيما بعد






هبة
19\8\2011

الأربعاء، 17 أغسطس 2011

رغد

المشهد كما رأته ووصفته رغد الطفلة ذات السنوات السبع .. الحجرة كما هى معتادة السرير, الاغطية الثقيلة, الراديو (يذيع أغنية لاتتذكرها الان) وجدتها الجالسة على مقعدها بالقرب من النافذة المفتوحة.
فى الخارج كانت تمطر وأصوات رياح بالاضافة الى أصوات المدافع والرصاص المتناثر.
طالت وقفتها على باب الحجرة تنتظر الاذن بالدخول.
تعرف أنها سوف تعنفها على خروجها فى هذا الوقت وفى هذه الظروف, تعرف أيضا أن جدتها أصابها القلق عليها بعد ذهاب والديها لا تعرف الى أين, لكنها لم تعرف أن غضب جدتها منها وصل لدرجة أن تتركها قرابة الساعتين واقفة على باب الحجرة تنتظر الاذن بالدخول.
بجسارة دخلت رغد الحجرة على أطراف أصابعها وأقتربت من جدتها تريد أن تستسمحها لتصفح عنها.
وقفت رغد خلف جدتها وبصوتها الطفولى أرادت أن تعتذر منها فبكت.
ودارت لتواجه جدتها لكن جدتها لم تأخذها بين زراعيها كالعادة كلما بكت رغد.
وجدت جرح ينزف فى رأس جدتها فتخيلت أن الالم هو مامنعها أن تتكلم.
جلست تحت قدميها تواسيها وتحاول أن تخفف عنها الألم.
الى أن انتصف الليل لم تكن رغد قد أكلت شيئا ولم تتحرك جدتها.
قامت من جلستها عند قدمى جدتها تشعر بالبرد والجوع واندست بين الاغطية على السرير الكبير منتظرة جدتها تأتى لتنام بجوارها تدفئها وتحكى لها حكاية ككل يوم .. الى ان غلبها النعاس لم تكن جدتها قد أتت




هبة 
16\8\2011

السبت، 13 أغسطس 2011

105

أصوات لامتناهية مُعتادة تطرق أسماعه بدخوله هذا المكان. الرغبة تسوقه رغم علمه بانها من المحرمات.
منذ أول مرة أتى فيها هذا المكان وهو لم يعد يستطيع أن يمنع نفسه من المجئ كلما ضعفت نفسه وصار من الصعب السيطرة عليها.
بهدوء يتجه ناحية الطاولة الخضراء ذات العجلة الدوارة يبغى أن يجرب حظه من جديد. يتناسى فى كل مرة أو يترك ذكرياته خارج المكان أنه لا حظ له.. يعلم أنه مهما كسب سيخسر وأن مكسبه خسارة فى حد ذاته لكنه لم يجد فى نفسه الجسارة ليتحدى ذاته.
ينساق وراء شيطانه أو يرافقه الى أن يجلس على الكرسى المقابل للطاولة ويدفع فيأخذ فيشاته.
يراهن أول مرة على رقم حظه 17 وتتعلق عيناه بالكرة الدائرة حتى أنه ليشعر بأن روحه تدور هى الاخرى بحثا عن مربع حظ تستقر فيه.
تهبط الكرة فى رقم غير الذى اختاره وتهوى روحه لتتحطم.
أثناء جلسته تداعبه احدى حسناوات المكان فيتجاهلها.
يشعل السيجارة من الاخرى ويراهن مرة أخرى.
يختار رقم 23 يوم زواجه من زوجته الاولى .. لكم أحبها ولكم آذاها, تحملت منه مالم يتحمله أحد.
وتدور الكرة مرة أخرى ثم تهوى فى رقم أخر محطمة روحه مرة أخرى.
ييأس من الماضى ويحاول أن يراهن على الحاضر فيختار تاريخ اليوم 16 ويضع فيشاته من جديد لتهوى روحه من جديد. 
جرع أخر جرعة من كأسه وألقى الفيشات وخرج لاعنا المكان محاولا الرهان على المستقبل 


هبة 
13\8\2011

الاثنين، 8 أغسطس 2011

لم تعد تستطيع التمييز متى أقول لا لأعنى نعم .. ومتى أقولها لأعنى لا 
متى أقولها لأنى أخشاك .. ومتى أقولها لأنى أخشانى
متى أقولها لأنى فقط أريد قولها...

الخميس، 4 أغسطس 2011

فتاة القطار


"ممكن أقعد جنب الشباك؟؟" صوت أنثوى صادر عن فتاة لم تتجاوز العشرين أو هكذا يوحى شكلها . ألقى عليها نظرة اشمئزاز وتحرك من مكانه بجانب نافذة القطار ليفسح لها مكانا
 شعوره بالنفور والتجاذب فى نفس اللحظة تجاه الفتاة الجلسة بجواره أربكه وأحرجه.
ينظر اليها من آن لآخر متأملا هيئتها .. بنطال من الجينز .. قميص كاروهات .. حذاء رياضى .. وشعر معكوص من الخلف على هيئة ذيل حصان.
ملامح غير جذابة .. عادية الى أقصى حد.
لمحته أكثر من مرة وهو يختلس النظر اليها ولكنها تجاهلت ذلك تماما
من حقيبة الظهر التى وضعتها بين قدميها أخرجت لوح من الشيكولاتة وراحت تأكله بتلذذ وتلعق أصابعها بعد كل قطعة.
من وجهة نظره كانت صورة للفتاة الغجرية التى تفعل كل مايحلو لها وقتما تريد.
أخرج قلمه الرصاص وكراسة الرسم الخاصة به وأخذ يرسمها فى ثوب مختلف.
بعد انتهاء الرسمة اندهش جدا للشكل الذى خرجت عليه الفتاة على يده, وعندما هم باغلاق كراسة رسمه اختطفتها منه قائلة " مش دى أنا .. عايزة أشوفها" أكتشف وقتها أن لها ابتسامة رائعة وأمتلكت هى عيونه التى رأها بها.
بدأت تحكى .... وبدأ يحكى حتى قفزت فجأة وخطفت حقيبتها قائلة "شكرا على الشباك وعلى الحكايا .. حقا استمتعت" ومنحته ابتسامة أخرى خلدها فى لوحته ببعض التعديلات البسيطة.
تراصت أمامه الجوائز التى حصل عليها بالضبط تحت لوحة فتاة القطار لتذكره بماضى بعيد



هبة 
4\8\2011

الأربعاء، 3 أغسطس 2011

بعث


.معبأة بزخم الحياة اليومى, لا تنوى على شئ إلا ان تنال قسطا من الراحة لتستطيع أن تكمل الرحلة.
على كرسى جانبى فى محطة القطار اختبئت عن أعين الفضوليين والفارغين, أخرجت مفكرتها رواحت تدوّن تفاصيل حياتها اللتى انتهت منذ لحظات خلت
الكلام هنا ليس مجازا فبطلة قصتنا ميّتة بالفعل لحظة كتابة هذه الكلمات.
ميتة مؤسفة هى التى حصلت عليها صديقتنا.
تكالب عليها قطّاع الطرق فأوسعوها ضربا رغم أنها لم تكن تملك شيئا سوى روحها وبعض الذكريات المعبأة داخل هاتفها المحمول قد لا تغرى أحد سواها بسرقتها.
مسحت الدم النازف من أنفها وأرادت أن تستشعر طعم الملح فى فمها الا أن عيناها أبتا.
بقسوة لم تعتدها قالت احدى عيناها : ألست الان ميتة!! ماذا يفيدك اغراقنا بالدموع, بينما صمتت الاخرى
تنازلت الفتاة -التى لم تعد كذلك من هول مارأت- عن حقها الشرعى فى طاعة جسدها
أخرجت قطعة الجبن التى كانت تدخرها لرحلتها وألقتها للقطة الضالة القابعة تحت قدميها مخرجة لسانها لحالها قائلة : لا طعام بعد اليوم , لا أحد يموت مرتين
تناولت حقيبتها وعدت فى اتجاه القطار وهى تتسائل فى نفسها عن ألم الجوع فى أحشاءها وطعم المرارة فى حلقها .. أليست ميتة؟؟


هبة
3\8\2011 

الخميس، 28 يوليو 2011

وجهات نظر

 by Islam

احبك ... و لكن !!


اتصل بها ليحدد ميعادا ليراها.. سعدت هى جدا لانها ستراه فى الغد .. بينما هو فكان يتمزق قلبه باحثا عن الطريقة التى يخبرهها بها انه قرر ان ينهى علاقتهما ..

لم يناما ليلهما .. هى من فرط السعادة وهو من فرط تأنيب الضمير ..

جاء وقت لقائهما .. خرج من محطة المترو ليجدها منتظرة فى سيارتها
وعندما رأته تورد وجهها فرحا ..

وكما يحدث فى كل مرة يراها .. تتبعثر افكاره ويتلعثم لسانه فتأخذ هى زمام الحوار .. تساله عن حاله و عن دراسته وتؤكد على حبها له .. و يكتفى هو بأجابته المختصرة و بأبتسامته الطفولية .

قررت ان يذهبا الى السينما فوافقها .. توقفت السيارة امام اكبر المراكز التجارية فى العاصمة .. صعدا الى الدور الرابع .. ثم دعاها الى كوبين من المثلجات قبل بدء العرض ..

على الرغم من انها تكبره بعامين الا انها كانت اشبه بطفلة .. فى سعادتها و هى تأكل المثلجات وسعادتها لأنها فى جواره .. فأضطربت مشاعره مجددا
بين السعادة لرؤيتها سعيدة و بين الاشفاق عليها ..

حان وقت العرض .. دخلا القاعة المظلمة .. اختارت مقعدين فى منتصف الجانب الايسر .. ثم بدأ العرض .. واذا به يشعر بها و قد اراحت رأسها على كتفه .. وامسكت يده وشبكت اصابعها فى اصابعه .. ثم همست فى اذنيه
((احبك جدا لا تتركنى مهما حصل )) .. هم بالرد ..فاذا بها تضع اصبعها على فمه واضافت (( لا اريد ان اسمع منك شيئا الان ))

انتهى الفيلم .. و توجها الى السيارة .. طلبت منه القيادة نظراً لارهاقها الشديد .. قاد السيارة الى محطة المترو .. ونظر اليها و جاءت لحظة الحسم
اخبرها بكل ما فى نفسه وعن الاسباب التى دفعته لاتخاذ هذا القرار و انها ستظل اول حب عرفه قلبه .. انتظر منها ردا .. لكنها لم تجيب بالكلمات
اكتفت بدموعها .. فانهمرت دموعه هو الاخر .. ورفع يدها الى فمه و طبع قبلة عليها .. ثم خرج من السيارة الى المترو .. وقبل ان يهم بالدخول نظره خلفه .. فوجدها لا تزال جالسة فى مقعدها وجهها يتلألأ بالدموع .. فاكمل طريقه الى عربة المترو ...

by Heba




احببتك...ولكن!


توقفت لحظة امام المرآة تراجع هندامها جيداً..فلحظة لقاءه هى العيد بالنسبة لها.

تتخيل كيف سيكون استقباله لها بعد غياب دام اسبوعين فهى لم تنم طيلة ليلتها مترقبة الصباح الذى يحمل اللقاء.

تقود سيارتها بسرعة لا تتفق مع زحمة الشوارع فهى تعرف انه يكره الانتظار.

تحاول ان تبعد صورته -بشعره الثائر ولحيته الصغيرة- عن الطريق فلا تستطيع.

تصل قبل موعدها وتنظر فى المرآة نظرة اخيرة وتبتسم لعيونها الكحيلة فهو يعشق هذه العيون.

ها هو يخرج من محطة المترو .. يركب بجوارها.. تشعره مختلف نوعا ما.

يذهبان الى دار السينيما التى طالما جمعتهما مقاعدها الخلفية.

كوب المثلجات الذى تعشقه من يديه والفيلم الرومانسى ...

تريح رأسها على كتفه فتشعر انها امتلكت الدنيا بأكملها.. هى لا تريد شيئاً سوى ان تظل بجواره.

فى طريق العودة أخبرها بكل قسوة أن علاقتهما انتهت عند هذا الحد ومهما وضح لها من اسباب هى لن تتقبل حياتها بدونه.

يصلان الى محطة المترو فى صمت فيتركها وينطلق فى طريقه وتترك هى ايضا دموعها تنطلق لتزيل فى طريقها الكحل الذى رسمته بعناية من اجله.

تضغط دواسة الوقود وتسير فى اتجاه لا تعرفه.

صورته تعاود الالحاح عليها ولا رغبة بها الا ان تملكها الى الابد.

بهدوء وروية تترك نفسها لترتمى بين احضانه غير شاعرة بش غير لذة وجوده بقربها.

المقامة التحريرية







حدثنا الاحمد بن الاحمد, بأن الليل تمدد, وصار الراكب حماراً, والمركوب انساناً, فقامت ثورة, نزيهة حرة,قام بها المراكيب, على ولاد القباقيب, تجمعوا فى الميادين, وطفقو مرددين, عيش .. حرية.. عدالة اجتماعية, فهاج القباقيب وماجوا, كيف لعبيدنا أن يحتجّوا, وأرسلو قناصة بالبنادق, تنتشل الارواح كالمشانق, وبعصاً مكهربة, نزلوا لسع ولهلبة, وقطعوا النت والمحمول, ومنعوا طرطشة الطعمية وقدور الفول, عل المراكيب يرجعون. وعن خطأهم -فى حق الاسياد- يعتذرون, فزاد ذلك الطين بلة, وأقسم الثوار أن يضحوا حتى بالفانلة, وبحركة ذكاء عبقرية, تنم عن تفكير وروية, قام المدعو عز, الواخد على اكل الوز,بارسال احصنة وبعير, مدافعا عن حزب الحمير, وكانت معركة حامية الوطيس, لكن دم ابناءنا لم يذهب فطيس, فبعد صمود وصمود, على مدى ثلاثة عقود, صدر قرار الرحيل, وانزاح هم ثقيل, وتم تخليد الميدان,,والراجل اللى ورا عمر سليمان
تمت

الاثنين، 25 يوليو 2011

ليل "موسم البلح"


أتى موسم البلح فتذكرت ليلها الذى كان وأفكارها الطفولية لإستغلاله.
حاولت أن ترجع بذاكرتها الى ماوراء عمرها .. فألتقت بليل آخر تائهاً حزين.
أخبرها بأن السراج الزيتى الذى أضاءته جدتها فى طيبة أضاع منه قمره ورجاها أن تأخذه معها.
إنسحبت الى داخل قوقعة الذات وهى ممسكة بأطرافه.
عقدت معه اتفاق بأن تغزله شرنقة وتسكن بداخله فتستحيل قمراً, فى مقابل أن تمنحه كل ليلة جزء من نفسها حتى الليلة الرابعة عشر -مكفرة عن ذنب جدتها التى أضاعت القمر- ثم تبدأ بالانسحاب بعد أن تكمل التكفير, فوافق على شرط .. أن تسمح لبعض النجوم أن يشاركوها فيه.
هى كما قلنا سابقا -أو لم نقول- تكثر من اعتدادها بنفسها وتقدس الغيرة كما قدست جدتها الالهة باستت.
وصولاً لحل وسط اتفقا على أن تختفى النجوم فى الليلة التى تصير فيها كاملة, وفى داخل نفسها تسائلت .. هل ستحتفظ بضفيرتيها عندما تصبح قمر؟؟






هبة22\7\2011

الخميس، 21 يوليو 2011

"مُوت ياحمار"

اتسمت عمرى بالطاعة .. لم أخالف أمراً يوماً وأعمل كما يُراد لى.. كل ذلك لم يشفع لى يوم أخطأت ذلك الخطأ البسيط.
يومها هدنى التعب وأرهقتنى الشمس والجوع ولم أر أمامى غير لمعة اللون الاخضر. لا أدرى أين ذهب عقلى وقتها ووجدتنى أندفع لأقترف الاثم وآكل من الشجرة المحرمة.

نهرنى صاحبى على فعلتى ولكنى وقتها كنت قد عقدت اتفاقية مع الشيطان فلم أجد نفسى وقتها الا وأنا أخالف صاحبى وأندفع نحو الأخضر اللامع من جديد.
فى المرة الثانية لم أرتجع الا بعد أن إمتلئت بطنى شبعا غير مستجيب لا لنهر ولا لضرب الا ندائى الداخلى.
كانت هذه أحدى المرات القليلة التى خالفت فيها طبيعتى الساكنة الهادئة.
الآن بعد أن بلغت من العمر أرذله أُطالب بما يفوق طاقتى من أعمال وصاحبى لم يرحم ضعفى مرة.
بالأمس فقط سمعته يتكلم أمامى عن عدم مقدرتى على أداء الاعمال التى كنت أُكلف بها.
وقتها خاطبنى برفق وطلب منى معروفاً قائلاً "مُوت ياحمار" 







هبة 
21\7\2011

الخميس، 14 يوليو 2011

من المسئول؟؟؟


 بدأنا كلنا نعتقد فى الفترة الاخيرة أن الشعب هو من كان يجب أن يرحل بعد كل مارأيناه من تجاوزات بعد الثورة ولكن السؤال من المخطئ؟؟ اهو الشعب الذى لم يعتبر ماحدث هو مؤشر ايجابى وأن عليه النهوض بأمته؟؟ أم المجلس العسكرى المتهم بالتباطؤ او التواطؤ أوكليهما؟؟لا يمكن ان نعاقب الشعب على أخطاؤه قبل أن نوفر له سبل العيش التى تمنعه من الخطأ وهنا اذا أخطأ فلابد من عقاب رادع.
ولكن كيف يمكن للشعب أن يمتنع عن الخطا؟؟ 
  امتناع أى شخص عن الخطأ نتيجة لخوفه من العقاب أولاً قبل أى شئ   
العقاب هو واحد من اثنين اما عقاب سماوى وهذا لا يخافه الا من يتق الله  وبما أننا شعب متدين بالاسم فقط فلا امل من اصلاح الشعب عن طريق العقاب السماوى الا ان توفر لهم سبل الهداية .
والعقاب الاخر هو عقاب أرضى اى عقاب السجن أو الغرامة أو خلافه وكلنا يخافه اذا طٌبق بالعدل أو حتى بغير العدل.فى غياب العقاب الأرضى وغفلة الانسان عن العقاب السماوى يمكن للفرد ان يفعل كل المنكرات بدون أى رادع.فهنا المسئولية تقع على الشعب والمجلس العسكرى كليهما.الشعب نسى أن هناك الذى سوف يحاسب الراشى والمرتشى والمهمل والقاتل والسارق والمفسدين فى الارض جميعا.المجلس العسكرى أهمل دوره فى اصلاح جهاز الشرطة ففقد الشعب الرادع الارضى وأصبح يفعل مايحلو له.
 بل ان معظم جهاز الشرطة (الا من رحم ربى)) هو من تكاسل عن دوره الرقابى والعقابى من أجل مصالح شخصية أهمها ان يكفر الناس بالثورة التى كانت سبباً فى أنزالهم من على عروشهم
 وهناك من كان ينتفع من النظام السابق فيبذل كل جهده حتى يفقد الناس كل رادع لهم ويتحولو الى ذئاب تجوب الارض فتعود لهم منفعتهم من جديدوكل من اعتبر الثورة كانت وبالاً على المجتمع يساعدهم بجهل حتى نعود جميعا الى الحظيرة مرة أخرى وكما قال (ص) اذا احترت فى أمرين فأستفت قلبك






هبة


14-7-2011 

الأربعاء، 13 يوليو 2011

ليل

لكم كان الليل طويلاً على أن ترتديه فستاناً. هذا بعد أن اكمل المصمم العالمى التصميم وهو على الوشك البدء بالتفصيل. ارادت أن ينتقص منه بقدر قصرها والكعب العالى الذى ترتديه لأول مرة فى حياتها, لكنه سوف يذهب بروعة التصميم, ثم ماذا تفعل بالذائد عن حاجتها.
قررت أن فكرة الفستان غير صائبة لأنها لن تذهب به الى اى مكان.
فكرت أن تصنع منه فتاً لأحلامها, يمرح معها فى المراعى, وتخيلت تأرجح ضفيرتيها تحت شمس آذار الغاربة.
فكرت أنه اذا جلس جانبها سزيد سماره بشرتها البيضاء كالحليب بياضاً فيجعلها باهتة كالموتى.
ثم أن مأساتها كانت فى طوله فكيف تعانقع أمام أهل القرية فى عرسها.
وقررت أنها ايضا فكرة غير صائبة.
تحسست ملمسه بيديها فوجدته ناعماً ليناً سهل التشكيل.
استعانت بكل خبرتها فى صناعة الفخار التى تعلمتها من جدتها وحكايا خالها عن الشاطر حسن وهريسة أمها اللذيذة التى لم تأكل فى جمالها قط, فقفزت الفكرة الى بالها فجأة..
قررت أن تحتفظ باليل الطويل فى صندوق ملابسعها حتى موسم البلح القادم .
لم تنتبه الا والليل تسرب من بين يديها وحلت محله خيوط ذهبية هى للشمس.
احتارت ماذا تفعل بها قبل أن تذهب هى الاخرى.... قالت تنسج منها حكاية


هبة
12\7\2011



الجمعة، 8 يوليو 2011

عندما تتساقط نفسك جزءاً بعد جزء, يصعب الاستمرار بنفس الكفاءة
عندما تقف الحياة قبل المنهى بخطوة, لن يفيد التشبث ببقاياها.
عندما تنحنى احلامنا امام رغباتنا, تنتقص مقداراً من القدرة على الحلم.
عندما تكون التجربة لا غرض منها الا ممارسة الجنون المطلق, يصبح الجنون هو المتعة فى حد ذاته.
عندما تنتهى العاصفة ندرك حجم الخسائر التى احدثتها فى نفوسنا الخربة اصلاً.

الخميس، 7 يوليو 2011

واحدة قد امها

"مش انت اللى اتصلت وبعدين بتسأل مين"
بهذه الجملة ارتفع صوت احدى راكبات المترو لينخفض بعدها ويقترب من حد الهمس وهو العلامة المميزة لبعض الفتايات اللاتى يعشن قصة حب أو يتخيلن أنهن يحيونها.
المفارقة كانت بخصوص سن القائلة.. فقد كانت تقترب من سن الست الوالدة أو على الاقل تجاوزت حاجز الاربعين.
بغنج ودلال تهمس الواقفة أمامى " يوه بقى, لو مبطلتش الكلام ده أنا هقفل السكة"
"الله الله, دا أنت شكلك شقى خالص وأنا مش قدك, بقولك ايه أنا هقفل السكة ومتتصلش بالرقم ده تانى"
وبنفس الطريقة الهامسة بعد أن راضاها تتفق معاه على موعد آخر يتحادثان فيه.
وتغلق الهاتف وفى عينها احد النظرات الحالمة لفتاة فى الخامسة عشر من عمرها.
فرملة من سائق المترو تقذفها مترين والأسوأ أنها تخرجها من حالة المراهقة المتأخرة التى كانت تحياها منذ قليل لتهتف بصوت يختلف كليةً عن صوتها الهامس فى المحمول
"البنات مبقاش عندها ذوق, مبتقدرش واحدة قد أمها وتقوملها"


هبة

27-4-2011
أربعة أيام تبقت لأعود وألتحم بها من جديد
أربعة أيام هى كل الباقى من هذا العمر الافتراضى.
فترة مرض قصيرة يتبعها فترة نقاهة هى العمر كله.

اربعة ايام وأستعيد هويتى .........

الجمعة، 24 يونيو 2011



 جدارية الحروف

فى محاولة لادراك ماخلف الكلمات قام القارئ بهدم بعض الحروف الى أن وجد نفسه داخل عقل الكاتب.. تجول هنا وهناك.. قابل جمبع حبيباته وعاش جميع ماّسيه.. خبر حياته كاملةً.وعندما اراد العودة لم يستطع فقد ضل الطريق وكان الكاتب قد قام بترقيع الحروف التى هدمت بأخرى أعطت معنى اخر.. لذلك ظل القارئ حبيس عقل الكاتب .

تمت

_____________________________________________

الوداع

صرخت فى البطل بلوعة " الشرير خلفك, انتبه" تجمد المشهد والتفت .. نظر لها عبر الشاشة نظرة عميقة ثم دفعه الشرير بغلظة قائلاً "هيا , لا وقت لدينا".
قال البطل بأسى "الوداع"  ثم باغته الشرير فقتله

تمت


_____________________________


شرح مستحدث





بعد أن اتممت رسم صورة الفتى الجالس أمامى الا بعض الرتوش الاخيرة, دعوته لمشاهدتها. أمشك الفرشاة وغمسها فى اللون الرمادى ووضع خطاً عرضياً مائلاً, فبانت كأنها مشروخة, وبه أكتملت الصورة.


تمت


______________________________


ثأر



حاملاً كفنه يتقدم ببطء حذر.. لم يشعر بالعار لحظة فهو طيلة ثلاثون عاماً هى عمره عاشها بعيداً عن تلك البيئة المعقدة المسماة الصعيد.
كان كل همه أن يمر الموقف بدون خسائر حتى يعود الى اطفاله سالماً.
طقوس الموقف أن يسيل دم على الكفن فيفديه.. ولسوء الحظ أن الدم الذى سال على الكفن كان دمه هو.
لم تخبره أمه أن القتيل لم يكن ضحية والده الوحيدة.



تمت

الخميس، 23 يونيو 2011

رؤية مستقبلية


فى جلسة كان القمر يشبه مركب بدون شراع.. يتحرك على مهل فى بحر السماء اخذاً مساره اليومى من الشرق الى الغرب, رأت مستقبلها رأى العين, بل وسمح لها الحظ أن تعاينه من جميع جوانبه وهى تتسائل فى داخلها مالقوى التى تجبر المركب القمرى أن يأخذ هذا الاتجاه كل يوم بدون ملل.
اكتشفت أنه على غير العادة لا يمتلك مصدراً للطاقة يحركه بالاضافة الى عدم وجود رياح فى هذه الليلة لتحرك الشراع الغير موجود أصلاً.
على أول طريق مستقبلها الذى اصبح أمامها ككتاب مفتوح حاولت تجنب العثرات التى علمتها والتى بالرغم من علمها بها وتجنبها لها وقعت فيها.
تكررت المحاولات التى لم تعتبرها فشلاً مطلقا والغريب فى كل مرة انها كانت تتقبل أنصاف الفشل بتفاؤل لم تعتاده.
فى محاولة أخيرة لعدم تكرار المستقبل حلمت....
والمحبط أن جميع أفراد حلمها اصيبوا بالعمى...
مستقبلها الذى مضى أنبأها بأنها على الرغم من البصيرة التى لا يمتلكها سواها لا تملك الا أن تصبح مثل القمر اللاشراعى.




هبة

9-6-2011

الاثنين، 20 يونيو 2011

انتى تستحقين الافضل

اه ياصغيرة.. تلملمين ذاتك المبعثرة وتعيدى نشرها فوق رسائلك المفرودة امامك
لم تتوقعى ان يتخلى عنك بهذة السهولة .. لم تتوقعى أن مكالمته لكى ذاك الصباح كان هدفها اعادة رسائلك قبل سفره
ولم تتوقعى من الاساس ان يسافر ويتركك.
ينهار جدار مقاومتك وتترجيه ان يبقى ولكنه يفضل مستقبله على مستقبلكما مكررا الجمل المملة " أنتى تستحقين الافضل"
بالفعل ياصغيرة انتى تستحقين الافضل فلا تبكى.
تعيدى قراءة الرسائل متذكرة كل مناسبة ارسلتي فيها رسالة.
لكم كنتى تحبين تلك الطريقة الكلاسيكية فى التواصل على الطرق الحديثة.
لم تعرفى ان حكايتك ايضا ستنتهى نهاية كلاسيكسية.
تتبسمى من قلبك لسماعك صوت طفلتك الرائعة ملك ذات السنوات الاربع وهى تهتف من الشرفة "بابا أتى"
تلملمين الرسائل بسرعة وتعيديهم الى الدرج المقفول منذ سنوات.
تتأكدى من زينتك أمام المرءاة وتخرجى لتلاقى زوجك وفى قرارة نفسك اقتناع بأنك حصلتى على الافضل لأنك بالفعل تستحقين الافضل.



هبة
16-6-2011

كسر الدائرة

يتوالى تساقط حبات المطر على شعرها المصفف فيفسد تصفيفته.أصلاً هى خلعت حجابها عندما تيقنت ان لا أحد يراها فى هذة المنطقة المترامية
راغبة فى اتخاذ قرارها بدون أى مشوشات
على حافة الدائرة تمد قدمها ثم تعيدها مرة ... هى لاتدرى ماالذى ينتظرها خارج الدائرة هل ستصبح حرة؟؟ هل ستصبح جزء من دائرة اخرى أم انا كل هذه طقوس تمارس فقط من أجل الهروب من الدائرة ولكنها لن تؤدى الى تغيير.
تعلمت الكثير من الطرق لكسر الدائرة لكنها لم تجرب احداها قط على الرغم من محاولاتها المستميتة.
لكم شجعها اصدقاءها الامرئيون على اتخاذ هذه الخطوة التى تعبر عن ارادة حرة.
لم تعرف ان كانت احدى هذه الطرق ستفلح ام لا
لم تعرف حجم التغيير الممكن ان يحدث فى عالمها.
مع تزايد زخات المطر تتزايد رغبتها فى التعبير....
ومع هدوءه ترتدى حجابها مرة اخرى وتعود فى طريقها لمنزلها متناسية محاولاتها شبه اليومية لعدم التحول الى قطار لعبة يدور على قطبانه الدائريىة حتى نفاذ بطاريته



هبة
13-6-2011

الثلاثاء، 10 مايو 2011

عن الارهاب والسلفية والمادة التانية

انا كنت ناوية ابطل كتابة الفترة دى على الاقل علشان الامتحانات , بس اللى انا بسمعه كل يوم من ناس المفروض انهم فاهمين ومثقفين حاجة تقلق.
قريت النهاردة فى المقال بتاع عمر طاهر ان سواق تاكسى بيقول (ترهبون بهم اعداء الله) والاية القرءانية الكاملة بتقول (وأعدوا لهم ماستطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون بهم عدو الله وعدوكم واخرين لم تعلموهم الله يعلمهم) يعنى احنا كمسلمين فرض علينا ان احنا نرهب اعداء الاسلام
بس اعداء الاسلام دول عمرهم ما كانوا ولا هيكونوا الاقباط.
فالرسول (ص) بيقول (استوصوا بالقبط خيرا) معناها ان احنا مفروض نتعامل معاهم بالخير والمودة ابدا مش بالعنف والارهاب.
ومش معنى ان احنا فرض علينا نرهب اعداء الاسلام ان احنا نتحول الى اراهابيين نروع الامنين ونقتل المدنيين ونشد الرحال على افغانسنتان عشان تبقى هى دى كعبتنا الجديد. ده معناه ان يبقى فى عدة جاهزة للحرب فى أى وقت اذا فكر اى حد انه يعتدى على الاسلام.
والعدة دى ابدا مش هتبقى سلاح ابيض تخبيه فى بيتك ولا رشاش ألى تتطلعه وقت الخناقات وتبقى اسمك بترهب أعداء الله , العدة هى الجيش القوى المنظم المدرب المسلح بأعلى تجهيز والقادر على صد أى هجوم من أى نوع.
اما موضوع السلفية فكل مسلم يتبع سنة الرسول محمد (ص) فهو سلفى يعنى احنا كلنا بنصوم الستة البيض وبنصلى الشفع والوتر وبنقيم الليل فى رمضان احنا كلنا سلفيين.
وشيوخ السلفية زى محمد حسان ومحمد حسين يعقوب محدش يقدر ينكر علمهم الدينى رغم بعض السقطات الغير مقصودة ودول عمرهم مادعوا للعنف ابدا.
اما اللى بيحصل فى البلد دلوقتى فده سببه جهلاء الدين مسلمين ومسيحيين اللى نصبوا نفسهم حكام بأمر الدين وهما يجهلوا حتى أقل القليل عن دينهم.
وأنا لا أعفى أيا من الشيوخ الكبار ولا القساوسة من المسؤولية عما يحدث فى مصر حالياً لأنهم هم السبب الرئيسى فى الفتنة الطائفية.
فهؤلاء تشاغلوا عن مهمتهم الاساسية وهى تعريف العامة بدينهم بتدخلهم فى أمور السياسة والتصويت بنعم او لا الذى اصبح فى وقت ما واجبا قوميا لكلا من الطرفين.
وبالنسبة للمادة التانية للدستور التى تنص بأن الاسلام دين الدولة والمصدر الاساسى للتشريع فما الذى يمنع انا تضاف اليها فقرة ويحق لغير المسلمين الاحتكام الى شريعتهم.
بأى حق نقدر نجبر مسيحى انه يقسم ميراثه على حسب الشريعة الاسلامية وده مش نقص خالص فى الشريعة الاسلامية لأن كل واحد حر يطبق شريعته على أساس مرجعيته الدينية أو انه يتعامل من غير مرجعية دينية اصلا فى حدود خضوعه لقانون الدولة.
أنت مش هتقدر تجبر أى حد انه يتعامل بالدين بتاعك لأن لا أكراه فى الدين قد تبين الرشد من الغى.
كل واحد من حقه يختار اللى هو عايزه بدون فرض وصاية دينية عليه وربنا اللى بيحاسب مش احنا.
وأخيرا احب اقول ان مش السلفيين هما المسؤلين عن اللى بيحصل فى البلد كلنا مسؤلين عشان سيبنا الناس اللى مش فاهمة دى على حالها فأصبحو وقود لنار أشعلها واحد اكثر منهم جهلا

الأربعاء، 27 أبريل 2011

رفقاً بالقوارير

ابتدأ كلامى بحديث الرسول (ص) فيما معناه "لو أمرت مخلوق ان يسجد لمخلوق لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها" معنى الحديث هنا ليس الطاعة العمياء للزوج من قٍبل الزوجة, وانما السجود هو علامة التقديس, فتقديس الشئ أو الشخص أو الإله نابع من قوة الحب الذى يكنها المُقدس للمَقدس.

فواجب الزوجة هنا لزوجها هو الحب المطلق الذى يقترب من حيز التقديس, وهو الدافع لأن تصون المرأة حرمة زوجها وأن تعمل على راحته وأن تكون له خير معين فى الحياة.

فى المقابل اخبرنا رسولنا الكريم بواجب الزوج تجاه زوجته أو أخته أو أمه.. أو أى امرأة وجب عليه التعامل معها عندما قال " استوصوا بالنساء خيراً" .

ولفظة استوصوا تختلف عن لفظة توّصوا.. فاستوصوا فى العربية ليس معناها الوصاية بقدر ماهى تأكيد على الحرص على اتمام الشئ.

فالحرص على معاملة النساء بخير هو الاحق بالاهتمام.

أروع مابلغنا من رسولنا الكريم (ص) عن النساء وصفهن بالقوارير, فقوله (ص) "رفقاً بالقوارير" لخص طريقة المعاملة الواجبة لهذا الجنس الهش الشفاف.

فأدق وصف يمكن أن توصف به المرأة هو القارورة.

القارورة فى اللغة هى إناء زجاجى يستخدم لخفظ السوائل من عطور ولبن وخمر وماء وغيرها.

فيما يعنى أن كل ما بداخل المرأة ثمين ويجب الحفاظ عليه.

ومن جهه أخرى فالقارورة الزجاجية هى شئ سهل الخدش والتأثر بالعوامل الخارجية , بينما العمل على العناية بها وتلميعها من وقت لأخر يكسبها بريقاً اخاذاً, والحرص على تنظيفها من الداخل والخارج يحفظ السوائل بداخلها بحالة جيدة لوقت طويل.
القارورة الزجاجية عند أهون إصطدام أو حادثة تنكسر ولا يمكن تجميع أجزاءها مرة أخرى ... فرفقاً بالقوارير

واحد... أصفار

واحد
وعدة أصفار
من جهة اليسار
وكما فى الحساب علمونا
فلا قيمة لصفر
لغير اليمين .. اختار
ولا حساب لصفر
آخذ فى الانحدار




بوجود الواحد
تسقط كل الاصفار
واحد
يحمل بعض الاسفار
ليس كما الحمار
يشكو
يتداعى
بينما الاصفار تتساقط
ومعها
الحيوات تنهار




ألهو بالضغط على صفر
أجذبه
أبعده
بيدى كل الاختيار
وبين أصفارى
احتار


أزج الوقت فى مرح
من سيارة
الى طيارة
الى مركب سماوى
الى صفر يجوب الارض
ينبش القبور ويقلب الاحجار
بحثاً عن هى اخرى
أو عن ممر الى قلب اليمين
من قلب اليسار
تاركا حرية اتخاذ القرار
بينما صفر آخر اتخذ قرار بالانتظار
الى ابد الآبدين
الى يوم الفرار
وصفر قرر أن يلهو
فأحترق بنار
صفرٌ يحبو
صفرٌ يدنو
وصفرٌ آخر يهوى التكرار
أصفارٌ عدة تحتشد
خلف الواحد
خلف المختار
مهما أقتربت
أو بعدت
أو ثارت
أو عليت
أو...
لن يبق غير حقيقة
أنها
بالنسبة للواحد
أصفار

الأحد، 27 فبراير 2011

بدون ابداء اسباب


كان صديقى وكان يحبها حقاً, تابعت من بعيد قصة حبهما أو للدقة قصة حبه فهو لم يخبرها بشئ عن حقيقة مشاعره...بل وبالغ فى اللامبالاه بها حتى اشعرها انها اقل من ان تمثل قيمة فى حياته, رغم ان حبه لها كان يزداد يوماً عن يوم وكانت اشواقه تقتله حين ينظر اليها.
وقفت من بعيد اراقب صاحبى وهو يهزمه الحب ويضنيه السهر غير راضِ عن طريقة حبه لها.
فالحب بالنسبة لى إما ان تكون أو لا تكون.
نصحته اكثر من مرة ان يخبرها أو على الاقل يغير طريقة تعامله معها ليشعرها بقليل من الاهتمام لكنه لم يضغ لى.
بعد سنوات التقيتها.....
نفس الفتاة التى كان صاحبى يحبها, لكن ليست نفس الروح ولا نظرة العيون المرحة...شئ ما أفقدها إبتسامتها.
وبالحديث عن الماضى والذكريات أتيت على ذكر صاحبى ومشاعره وكيف كان وكيف فرقنا الزمان....رقصت عيونها فى محجريها وتسابقت عبراتها. وعندما سألها أجابت لقد احببته فى صمت وحين تقدم لخطبتى فرحت, وبعد إتمام الزواج, وعندما اختلينا ببعضنا,...... وبدون إبداء اسباب ألقى على يمين الطلاق.