الثلاثاء، 6 سبتمبر 2011

عندما كنت فأراً

اجلس تحت الاأقدام منعما بالدفء قرب المدفأة وأتابع مع العائلة ذلك الفيلم الرهيب عن الكائنات الصغيرة الضعيفة التى هى الفئران, تتابع المشاهد واقاوم النوم بأعجوبة حتى أنى اثناء لحظات مقاومتى أدركت أن ذلك القط الابيض يهز شاربه ويقترب منى بتخابث, الشر ينتفض من عينيه الخضراوين ولم ألبث أن انطلقت أجرى باقصى سرعتى وهو يلاحقنى يريد النيل منى.
أختبئ فى المطبخ خلف قطعة أثاث غير آمن فى مكانى لأنى أعرف أنه سوف يشم رائحتى ويصل الى مكانى, يمد يده ذات الأطراف السوداء والمخالب الحادة الى مكمنى فأهرع خروجا من الجهة الاخرى لأنجو بحياتى.
لا مهرب منه الا فى مكان لايستطيع الوصول اليه وحاليا لايستطيع عقلى المكدود ذو الرغبة فى النوم التفكير السليم.
أخرج من حجرة أدخل الى أخرى وهو يطاردنى الى أن استقريت داخل قطعة ملابس معلقة على المشجب.
ارهاق الجرى جعلنى أفقد توازنى للحظة كانت هى القاضية عندما وقعت بين براثنه.
يقترب منى أكثر وشاربه الطويل يهتز أمام عينى, أشعر نه ينيمنى مغناطيسيا وعاجلاً أم أجلاً سيفترسنى.
يرفع يده ذات المخالب الحادة ليهوى بها على عنقى فأغمض عينى وأنتظر الألم.
الغريب أن الضربة نزلت برفق شديد فأفتح عينى لأرى سيدة المنزل تربت على رقبتى وتعطينى كرة الصوف لألهو بها.
لحظات نسيت فيها أنى قط وأننى أنا من يقتنص الفئران.
ألمحه من بعيد يغالب نومه فأطارده فى الشقة كلها من المطبخ الى الحجرات حتى يتسلق المشجب فأجلس فى انتظاره اداعب كرتى, أعرف أنه سيسقط فى وقت ما...








هبة طلعت
4\9\2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق