الثلاثاء، 13 ديسمبر 2011

لعبة بازل رباعية الأبعاد

جلست البنت -التى سبق ان حكى عنها كثيرا رفاقها الذين لا عدد لهم- تتأمل موقفها من ذواتها الكثر وموقفها من مواقف الزمان معهم ومعها.
وضعت امامها لوحة لعبة البازل التى تعودت أن تتقوّت بها فى أوقات فراغها مابين انقطاع وانقطاع واخذت تتأملها.
كان قد أُضيف الى اطيافها التسعة طيف عاشر هو النقيض منها لكنها تحمّلته لانه جزء منها شاءت ام ابت.
وجدت البنت خلال بحثها معهم قطعة رباعية الابعاد تشبه الى حد كبير الفراغ الناقص فى لعبتها.
شغّلت موسيقى السعادة ايذانا ببدأ اكتمال الصورة.
فى طقس مهيب لم يسبق لها أن مرت به أحضرت القطعة وأضاءت شمعتين وتأهبت لوضع القطعة فى موضعها من اللوحة.
سوء حظها أو استعجالها جعلها تضع القطعة قبل تمام التاكيد, فوجدت انها لا تناسب الفراغ تماما.
بيد ان الكثير ينقص القطعة حتى تلائم الفراغ الناقص فى اللعبة.
تصارعت جملة فتاها مع تسرّعها هذه المرة عندما قال لها "إنتظرى منى المزيد"
علمها بان القطعة رباعية الابعاد أعطاها بعضا من الامل أن القطعة يمكن ان تتمد بفعل بُعدها الرابع لتملأ الفراغ مع بعض التهيئة من جانبها.

البنت -التى تجاوز عمرها الستين بعد ذلك- مازالت تضع القطعة فى مكانها من اللعبة حتى بعد مرور كل هذى السنين, دون ان تلائمها.
بعد ان صعدت روحها الى مكان أعلى اصبحت تملك رؤية رأسية أوسع على مساحة أفقية كبيرة, فهالها أن ترى حجم الفراغ الذى أفردته للقطعة الناقصة والذى يستحيل ان توجد قطعة تناسبه.....
وقتها أدركت ان حلمها هو من اخطا.



هبة
13\12\2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق