الأحد، 27 فبراير 2011

بدون ابداء اسباب


كان صديقى وكان يحبها حقاً, تابعت من بعيد قصة حبهما أو للدقة قصة حبه فهو لم يخبرها بشئ عن حقيقة مشاعره...بل وبالغ فى اللامبالاه بها حتى اشعرها انها اقل من ان تمثل قيمة فى حياته, رغم ان حبه لها كان يزداد يوماً عن يوم وكانت اشواقه تقتله حين ينظر اليها.
وقفت من بعيد اراقب صاحبى وهو يهزمه الحب ويضنيه السهر غير راضِ عن طريقة حبه لها.
فالحب بالنسبة لى إما ان تكون أو لا تكون.
نصحته اكثر من مرة ان يخبرها أو على الاقل يغير طريقة تعامله معها ليشعرها بقليل من الاهتمام لكنه لم يضغ لى.
بعد سنوات التقيتها.....
نفس الفتاة التى كان صاحبى يحبها, لكن ليست نفس الروح ولا نظرة العيون المرحة...شئ ما أفقدها إبتسامتها.
وبالحديث عن الماضى والذكريات أتيت على ذكر صاحبى ومشاعره وكيف كان وكيف فرقنا الزمان....رقصت عيونها فى محجريها وتسابقت عبراتها. وعندما سألها أجابت لقد احببته فى صمت وحين تقدم لخطبتى فرحت, وبعد إتمام الزواج, وعندما اختلينا ببعضنا,...... وبدون إبداء اسباب ألقى على يمين الطلاق.

فى ركنِ قصى من الدنيا

ومتسألوش انا قصدى ايه
انا نفسى مش فاهم كلامى
بس الكلام واعر حويط


هشام الجخ
----------------------------




فى ركنِ قصىِ من الدنيا


احلٌم
فتتخذ احلامى اشكالاً
أهرب
فأعود الى منفاى مختالاً
أتخذ قلماً من فروع الاشجار
أرسم به سحابة بنية
وأرنب برى
يتواراى بين الانات
وفى ركنِ قصىِ من الدنيا
ألتقى بالذات
مولد
حيات
ممات
ثم رفات
تتخذ الشكل الأول للبشرية
الشكل الاوحد للبشرية
تتقهقر
تصمت
وتذوب فى السُبات


فى ركنٍ قصىٍ من الدنيا
غابة
اوراق تتساقط
ترتاع
نفوس تُشترى
وتباع
عمر يذهب
لا يتأخر
وأصوات طبول وصهيل
ترهب الاسماع
يتحد الأول بالآخر
يتكئ الأعلى على الأدنى
تنهار دٌنى
والوطن الأبعد يشتاق
والوطن الأقرب يتلفظ
بأن المأسوف على عمره
المعنى
المنفى فى ركنٍ قصىٍ من الدنيا
ضاع







شجرة!

مش قصة...ولا خاطرة
هى بس كانت عايزة تحكى
-------------------------------------

شجرة

عندما طُلب منها أن تحكى...حكت عن شجرة.
تلك اللتى قضت جل عمرها فى ظلها.
تذكرت لقاءاتها بذلك الفتى الذى يكبرها بعام واحد ليتسلقاها معاً وعندما تناديه أمه كانت تود أن تقول لها (دعيه فإنه ملكى)......لكنه الان ملك لأخرى.
تلك الايام التى كانت تثمر فيها الشجرة فتعود من مدرستها متلهفة ترمى حقيبتها وتخلع ملابسها وتنطلق لتتسلقها.
حكت ايضاً عن ذلك اليوم الذى أكلت فيه من ثمرها حتى أتعبها وتوصية الطبيب بعدم الأكل منها ولكنها ضربت بكلامه عرض الحائط.
روت تلك النعوت التى كانوا دائما مايصفونها بها لتسلقها الاشجار كالأولاد.
جدها الذى كان يعنفها لذلك وعندما تراه كانت تخفى جسدها الضئيل جيداً بين الافروع والاوراق.
حكت عن عودتها اّخر كل نهار محملة بالثمار.
حكت ببهجة أن تلك الشجرة زُرعت يوم سبوعها وكيف كانت تتباهى بذلك.
وأخيراً حكت عن دموعها عند بلوغها العشرين عندما سألت عن الشجرة فأخبروها انها قُطعت فى ذلك الموسم الذى تثمر فيه.