الأربعاء، 9 نوفمبر 2011

كائن يأكل النستون

احتوت قلبها المرتعش من البرد ككتكوت صغير لتوه فقد دفء البيضة. لم تكن حزينة بقدر تقبلها لفكرة الحزن ذاتها, وبينما هى على حالها إذ خرج من داخلها كائن صغير بحجم زراعها اليسرى التى تستخدمها فى الكتابة.
الكائن الصغير الذى يشبه شخصيات الكارتون بعينيه الكبيرتين الموحيتين بالبراءة كان يبدو عليه الدهشة والفزع كلاهما, حاولت أن تخفف عنه بأن تربت على كتفه إلا أن هذا زاده فزعاً.
خطرت ببالها فكرة أن تطعمه علّه يطمئن, فتركته فوق سريرها وهرعت الى المطبخ تبحث عن شئ يناسبه فلم تجد إلا علب الجبن النستون المتراصة فوق الثلاجة والتى أحضرها أبوها بكميات كبيرة توحى بأنه تعاقد مع المورد رأساً.
وجدت كائنها الصغير يتجول بين كتبها المتناثرة فوق السرير الواسع فقربت يدها بقطعة جبن بعد أن نزعت غلافها فأخذها بيديه الصغيرتين رباعيتا الأصابع وتشممها ثم ببطء بدأ يتذوقها.
تلطخ وجهه بالجبن بعد أن أكل أربع علب كاملة وهو يصدر أصوات زقزقة فى الغالب هى ضحك.
هنا أنس بها الكائن الصغير واسمتع الى أصوات حزنها المختزنة داخل صدفة روحها, استمع الى أمانيها وحلمها وأيضا شكواها.
جلس يستمع بين يديها الى أن نام منها فوسدته زراعها. تحسست جسمه الصغير ورأسه الناعم ثم نامت بجواره.
حلمت أنه يعود الى داخلها ويلتحم بها من جديد.
فى الصباح لم تجده ووجدت بدلا منه أمها توبخها على أغلفة قطع النستون التى تغطى فراشها.




تمت 




هبة 
9\11\2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق